تعرضت منطقة الخليج العربي ارتفاعا ملموسا في درجة الحرارة (يُقدربحوالي ٢ درجة مئوية) عمّا كانت عليه قبل عصر الثورة الصناعية العالمية١٨٨٠م على الرغم من أنها لم تشهد الثورة الصناعية الا حديثاً و لا تصنف من ضمن الدول الصناعية الكبرى المسؤولة عن انبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون بمليارات الطن المتري سنويا ,فالصين وحدها تتسبب في انبعاث 28 % من الانبعاث الكلي المقدر ب34 مليار طن في السنة تليها أمريكا ثم الهند ولكن تلك الدول لم تشهد هذا الإرتفاع مثلما تعيشه دول الخليج والذي أثر سلبا على معدل هطول الأمطار وارتفاع نسبة التلوث مع الاخذ بعين الاعتبار ان الانبعاث التصاعدي بدأ منذ الثورة الصناعية بينما في دول الخليج العربي بالتحديد بدأ منذ عام 1980

المصدر : NOAA , CIA , Our world in data
الام يعزو هذا الارتفاع الواضح في درجة الحرارة وبشكل مفاجئ ؟ ولماذا اختص هذا الارتفاع في دول الخليج دونا عن دول الحزام الشمسي الاخرى؟

هذه المقال يسلط الضوء على دولتين من الجزيرة العربية والأكثر تأثرا بارتفاع درجة وهي الإمارات والسعودية , ويتضمن تحليل شامل لجميع الجوانب التي ترتبط بارتفاع درجة الحرارة بدأ من تاريخ الحرارة للمناطق المذكورة ومتى حدث الارتفاع وما علاقتها بالعوامل الطبيعية لتي تمر بها الارض بلستعراض المتغيرات التي حصلت بعد الازدهار الاقتصادي وعلاقتها بالمناخ مثل كثافة السكان ، التطور العمراني وعامل الألبيدو، رطوبة الساحل وملوحة البحر
نظرة على تاريخ الحرارة

قبل عام 1970 كانت تنعم المنطقة بمعدل ثابت من انخفاض في درجة الحرارة السنوية اذا ما قورنت ببقية العالم انذاك و استمرت على هذا الحال لنحو قرن ثم بدأ الثورة الصناعية وتم استكشاف النفط في المنطقة مما نتج عنه ازدهار اقتصادي مفاجئ ولكن في المقابل خلّف ارتفاع في درجة الحرارة ايضا بذات الوتيره الى ان كافء الارتفاع العالمي للدول المتقدمة في فترة وجيزة ،
إلا أنه وبعد عام 1998 حدث ارتفاع أكثر حده في درجة الحرارة حتى تعدى متوسط الارتفاع في درجة الحرارة العالمي من بعد عام 2014
من المتعارف أن منطقة الخليج العربي تقع في منطقة خط الإستواء وتتعامد عليها الشمس بشكل مباشر لذلك هي من اكثر المناطق التي تعتبر حارة وجافة وهذه الحرارة ظلت على حالها لسنين طويلة لم ترتفع ولم تهبط ولكن يكمن التساؤل في سبب التغير وارتفاعه عن الدول الأخرى الصناعية و التي تعتبر مصدر انبعاث الغازات الدفيئة على الأرض؟
بما أن المصدر الرئيسي للحرارة على سطح الأرض هي الشمس, فإنه يتوجب علينا معرفة أن شدة أشعة الشمس لا تبقى على حالها فهي تشند لسنين وتخف لسنين أخرى
إحدى النظريات تنص على أن مدار الارض حول الشمس يتسع ويضيق بحسب جاذبية الكواكب الأخرى وبالذات كوكب عطارد وهناك ظاهرة أخرى تحدث للشمس نفسها وتستمر لإحدى عشر سنة تسمى بالبقع الشمسية وبها يزداد النشاط الشمسي ليصل إلى أقصاه فترتفع أشعة الشمس التي تصل الأرض وتستمر هذه الظاهرة إحدى عشر سنة


إلا أنه ومهما اشتدت اشعة الشمس او انخفضت فإن نصف هذه الأشعة يرتد عائدا للفضاء, بفعل خاصية تسمى الألبيدو تختص بها كل مادة { يستخدم للتعبير عن النسبة المئوية للإشعاع الشمسي المرتد او المنعكس}, فالسحب لها خاصية ألبيدو يصل ل 90 بالمئة, أما الرمال فإنها تعكس ما بين 30 إلى 50 بالمئة كما هو موضح في الرسم أدناه,
وبما أن الرمال تغطي مساحة شاسعة من دول الخليج فإن 70 الى 50 بالمئة من اشعة الشمس تصل إلى سطح الأرض, ثم في الليل تطلق الأرض الاشعة التي امتصتها على شكل أشعة تحت الحمراء وهي التي تمثل الحرارة التي نشعر بها، إلا أنه ومع ذلك تستمر الحرارة مساء

بحيث أنه في المدن ذات العمران الاسمنتي والارض المرصفة بالاسفلت ذات الالبيدو المنخفض والتي لها قدرة امتصاص عالية جدا لأشعة الشمس فإنها تحتفظ بها مدة اطول ثم تطلقها مساء لذلك نجد أن الحرارة في المُدن تظل مرتفعة حتى مساء بينما في المدن الداخلية ذات الغطاء الرملي فإن الحرارة بها تنخفض بمعدل 10 درجات وهو سبب قضاء اهالي المدن في فترة الصيف في المدن الصحراوية {فترة المقيض}, ولكن حين يتم التخلص من الحرارة ليلا فإن الاشعة المرتدة يتم امتصاصها عبر غاز ثاني اكسيد الكربون وبذلك تبقى الحرارة حبيسة في الغلاف الجوي لحين اليوم التالي


تراكم الغازات الدفيئة
ونتيجة للازدهار الاقتصادي الذي تنعم به منطقة الخليج شهدت على إثر ذلك ارتفاعا في الكثافة السكانية ونجم عنه زيادة في انتاج الكهرباء وعدد السيارات مما ادى إلى زيادة في تركيز غاز ثاني اكسيد الكربون, ولكن كمية الغازات الدفيئة في تراكم مستمر بسبب ندرة النباتات التي التي تساهم في تقليل الكربون من خلال عملية التمثيل الضوئي




وبما ان البحار لها دور في امتصاص ثلث الكمية من الكربون في الغلاف, فإن ذلك لا يتحقق في منطقة الخليج العربي لاسيما وأن الخليج العربي يعتبر مالح جدا مقارنة بسواحل المناطق الاخرى وكفاءة امتصاص الماء للكربون يعتمد عن درجة الحرارة والملوحة فكلما زادت درجة الحرارة والملوحة كلما قل امتصاص المذيب وهو الماء للغازوهو ثاني اكسيد الكربون, وقد ظهرت في دراسة ميدانية اجربت بأن ملوحة الخليج العربي في ازدياد, مما ابقى غاز ثاني اكسيد الكربون في الغلاف الجو بشكل اكبر

كنتيجة لارتفاع درجة الحرارة, ارتفعت الرطوبة وانخفض هطول الامطار, مما فاقم من مشكلة تركيز الغازات الدفيئة ثم درجة الحرارة حتى باتت درجة الحرارة في منطقتنا اكبر من متوسط درجة الحرارة في العالم
النتائج والتحليل
نستنتج من الدراسة ان شدة الشمس لها تأثير متوسط على ارتفاع درجة الحرارة في الشرق الأوسط إلا أن المتسبب الاكبر هو نسبة الغازات الدفيئة في الجو, واكبر متسبب للغازات الدفيئة هو احتراق النفط الناتج من وسائل المواصلات ،محطات انتاج الطاقة الكهربائية و المصانع,
من البديهي اقتصاديا أن تعتمد دول الخليج على النفط كمصدر طاقة رئيسي بما أنها تمتلك في باطنها اكثر من ثلثي النفط في الأرض والتي يعتمد عليها العالم في استيراد وقود الطاقة إلا أن تأثيرها يعتبر مضاعف مقارنة بالمناطق التي تصدره لها ذات المساحات الخضراء والمطيرة, لذلك يُفضّل ان تكتفي بالانتاج عوضا عن الاستخدام
ومع ذلك بادرت الإمارات والسعودية في تطبيق مشاريع تهدف إلى التنويع في مصادرالطاقة اضافة إلى استخدام الطاقة الذرية تحقيقا لرؤية 2030 م ،نأمل بذلك أن تعود حالة المناخ إلى ما كانت عليه قبل استخدام النفط ومشتقاته
المصادر والمراجع
climate science the earth orbit.climatewarmingcentral
climate change.climatewarmingcentral
EIA, NOAA, Our world in data البيانات والصور من ,