
في عام ١٦٠٠ م بدأ العالِم جاليليو برصد البقع الشمسية التي تظهر على سطح الشمس بشكل يومي ، وهي عبارة عن دوائر داكنة تظهر بشكل يومي على السطح المرئي للشمس تُسمى البقع الشمسية ، يصل قطر الواحدة منها ٣٧ ألف كم, وبعد ١٧ عام من تحليل واستنتاج نمط التغيير في اعدادها , اتضح له بأن أعداد البقع الشمسية يزداد خلال خمس سنوات الى ان يصل للذروة ثم ينخفض بعد خمس سنوات وادرك بعدها بأن الدورة الواحد تمتد احدى عشر سنة يعقبه اختفاء للبقع لاسابيع او حتى سنة
ثم تبين لاحقا بأن هذه البقع تتشكل نتيجة اضطراب في المجال المغناطيسي يحدث على سطح الشمس يتسبب في تشكل منطقة بها مجال مغناطيسي هائل يقللُ من اشعة الشمس على السطح ل ١٨٠٠ درجة عن باطن الشمس وهو ما يفسر اللون الداكن ولكن يزداد النشاط الشمسي بما فيها الرياح الشمسية واشعة الشمس
و المثير في أمر هذه البقع بأن لها تأثير مباشر على درجة حرارة الأرض، بحيث انه كلما ازداد عددها فإن الشمس تكون في اعلى نشاط لها وبالتالي تزداد أشعتها الحرارية القادمة نحو الأرض فترتفع الحرارة على كوكب الأرض والعكس ايضا صحيح
وما حدث بين عامي ١٦٥٠ م و ١٧٢٥ م كان خير دليل على هذه العلاقة ، ف خلال هذه الفترة كانت الشمس خالية من البقع تماما واستمر هذا الهدوء لما يقارب ال ٦٠ عاما، و انخفضت درجة الحرارة على كوكب الأرض، وعلى إثره ازدادت كميات هطول الثلوج في أوروبا، وتجمدت الأنهار
وفشلت الزراعة لسنوات كثيرة أدت إلى حدوث مجاعات جماعية هلك بسببها عشرات الألوف من البشر. وسميت هذه المرحلة بهدوء ماوندر أو العصر الجليدي المصغر وألى الآن لم يُعرف السبب الحقيقي وراء انخفاض البقع الشمسية خلال هذه الفترة !!
نستطيع معرفة نشاط الشمس من الهيئة التي تشكلها قيمة أعداد البقع الشمسية في الدورة الواحدة، فإن أظهرت منحنى طويل ونحيف فإن تلك الحقبة شهدت ارتفاعا ف النشاط الشمسي اما ان كانت أقصر وأعرض فقد مرت بمرحلة التبريد

لقد بلغ عدد الدورات الشمسية حتى اليوم 24 دورة، وتنتهي الدورة الحالية التي بدأت في 2008 في أواخر العام الجاري، مع احتمال أن تمتد حتى العام المقبل، وجميع الدلائل تشير إلى أن الدورة الشمسية الـ25 على وشك البدء
وستكون علامة بدئها هو ظهور أول بقعة شمسية الآن أو خلال الأشهر القليلة القادمة، وذلك بعد غياب استمر شهورا، ومن المتوقع أن تبلغ ذروتها في منتصف العام 2025 وأن تمتد حتى العام 2030 أو بعد ذلك بقليل

المثير للإهتمام أيضا هو أنه بانخفاض البقع الشمسية فإن الاشعة الكونية التي تصل للارض تزداد، لان الرياح الشمسية التي تسببها اشعة الشمس تُبعد الاشعة الكونية عن وصول الارض وتبددها في الفضاء وبانخفاض النشاط الشمسي فإن الفضاء يكون خاليا للاشعة الكونية للوصول للأرض
ولكن الأشعة الكونية تتسبب في إتلاف الدوائر الإلكترونية للأقمار الاصطناعية وتدميرها، أو قطع الاتصالات اللاسلكية وكل الاجهزة التي تعمل بالاشعة الكهرومغناطيسية وأحيانا قطع الكهرباء، كما حدث في مقاطعة كيبيك الكندية عام 1986
إلا أن اهميتها تكمن في دورها في تشكل السحب، لانها تستقر في الجزء العلوي للغلاف الجوي، وبخار الماء يحتاج إلى سطح ليتكثف عليه وجزيئات الاشعة الكونية تمثل هذا السطح فيحدث التكثف وتتساقط الامطار
المصادر
Sunspot Cycles Indicate The Sun’s Activity.climatewarmingcentral