كيف تساهم أجهزة التكييف في ارتفاع درجة الحرارة ؟

ماذا لو علمنا بأن أجهزة التكييف لها دور خفي في ارتفاع الحرارة المحيطة وبأنها أحد أسباب ظاهرة تركز الحرارة في الضواحي,

في هذا المقال سنتعرف على تركيبة أجهزة التكييف ومبدأ عملها وكيف تتسبب في ارتفاع درجة الحرارة

في دراسة أجرتها مصدر على توزيع درجات الحرارة في مدينة أبوظبي , لوحظ بأن الضواحي أظهرت ارتفاعا للحرارة أعلى ب 5 إلى 10 درجات مئوية عن مركز المدينة مخالفة بذلك التأثير المتعارف عليه التي يتميز بها مركز المدينة وهو ظاهرة المدن الحارة الذي ينشئ نتيجة لتجمع العمران والكثافة السكانية وضيق الشوارع وتعدد السيارات

لأنه وإضافة إلى افتقار الضواحي للغطاء النباتي فإن طبيعة المباني السكنية هناك لا تحد من التيار الساخن كالتي تساهم به المباني الشاهقة, وأيضا طبيعة الأبراج التي تتركب واجهتها من الزجاج والرخام والمواد التي تساهم في ارتداد أشعة الشمس بصورة أقوى عن تلك المواد الاسمنتية التي تتركب منها منازل الضواحي ,إلى جانب أن تراكم المباني الشاهقة تساهم في إعاقة أشعة الشمس ولا تسمح إلا لجزء صغير بالوصول إلى الشارع الأسفلتي في الأرض والأسفلت إحدى عوامل ارتفاع الحرارة في المدن بسبب قدرته الكبيرة على امتصاص حرارة الشمس وانخفاض قابليته على ارتداد أشعة الشمس {ألبيدو منخفض} في حين أن الضواحي بمبانيها المتباعدة والشوارع الواسعة تساهم في الاحتفاظ بجزء كبير من اشعة الشمس الحرارة وتطلقها مساءا , وساعد توزع النباتات في الشوارع والمباني في المدن إلى امتصاص جزءا من رطوبة الجو,

وإلى جانب كل ما سبق, وُجد أن تراكم أجهزة التكييف في جميع المنازل السكنية هي إحدى العوامل وراء ارتفاع حرارة الضواحي والتي يزداد عددها طرديا مع ازدياد الحرارة في الجو ولكن ما علاقة المكيفات بارتفاع درجة الحرارة في الجو وما درجة خطورتها على المناخ

بالإضافة لكون أجهزة التكييف المستنفذ الرئيسي للطاقة الكهربائية { 60 إلى 70 بالمئة في دول الخليج} والتي تعتمد بشكل أساسي على حرق الوقود الأحفوري {الذي يطلق غاز ثاني اكسيد الكربون } فإنها تتسبب في اطلاق الحرارة عند تشغيلها طوال الوقت لتشكل بذلك حلقة مفرغة من الاحتباس الحراري لا يعرف اين تنتهي, بحيث أن مبدأ عملها يعتمد على التبادل الحراري بين المنزل والخارج

تستند آلية عمل التكييف على امتداد سلك معدني في الجزء المتواجد في الغرفة ويرتبط بجزء آخر خارج المنزل, يبدأ الضاغط بضغط غاز الفريون { كلوروفلوروكربون} داخل السلك المعدني ليصل إلى الجزء الخارجي من المكيف ونتيجة لارتفاع الضغط فإن حرارته ترتفع جدا لتصل إلى مستوى أعلى من حرارة الجو الخارجي , ويكمل الغاز الحار مساره في السلك الطويل المتعرج ليفقد جزء من حرارته ويتكثف والتي تساهم المروحة على ذلك ايضا, ثم يمر عبر وحدة تسمى صمام التمدد الحراري, فيفقد جزءا كبيرا من ضغطه بسبب تركيبة الصمام التي تساهم في اعاقة حركة الغاز فتتسبب في فقده جزءا من ضغطه, وبانخفاض الضغط يتبخر السائل ثم يخرج باردا جدا ويصل للوحدة الداخلية من الغرفة, وتساهم المروحة في بخ هواء يمر بالسلك البارد في الغرفة فيخرج باردا وبذلك نكون قد استمتعنا بجو بارد في المنزل ولكن على حساب اطلاق الحرارة في الخارج

وهكذا تأتي المكيفات ايضا لتكمل ما تسبب به الغازات الدفيئة والعمران الاسمنتي من الاحتفاظ في درجات الحرارة ليقوم بضخ هواء اضافي ساخن ويكون بذلك تأثيره أكبر من الغازات الدفيئة بمراحل وكأننا في حلقة مفرغة لا نعلم أين تنتهي

والمثير للقلق بأنه يُتوقع ازدياد عدد المكيفات في العالم من ، ١.٥ مليار الى ٥.٦ مليار خلال عام ٢٠٥٠

للحد من تأثير المكيفات على الجو، ينبغي احاطة المباني بعوازل أكثر كفاءة لتقليل استخدام المكيف , ايضا وضع قوانين صارمة في استيراد مكيفات أكثر كفاءة بحيث لا تتطلب استهلاك طاقة اكبر للحد ، من حرق الوقود في مولدات الطاقة